تحويل التحديات إلى فرص: رحلة حسن حياني من سوريا إلى إحياء مشروع إعادة التدوير في تركيا
تحويل التحديات إلى فرص: رحلة حسن حياني من سوريا إلى إحياء مشروع إعادة التدوير في تركيا
سبتمبر 24, 2024 | نوار معري
حسن حياني، المدير التنفيذي لشركة الريان للبلاستيك في غازي عنتاب، يعمل في مجال إعادة التدوير منذ شبابه. في سوريا، كانت عائلته تمتلك مصنعًا لإعادة تدوير البلاستيك لإنتاج منتجات مثل السجاد والكراسي. ولكن عندما اندلعت الحرب، اضطرت عائلة حسن للفرار، تاركين وراءهم كل شيء، بما في ذلك المصنع والآلات التي سُرقت لاحقاً بأكملها.
عندما وصل حسن إلى تركيا في عام 2017، لم يكن من السهل أن يبدأ من الصفر. عمل كعامل بسيط في مصنع لمدة تجاوزت العام، بينما كان يسعى جاهدًا للعودة إلى مجاله الذي أتقنه طوال حياته. وفي النهاية، استدان بعض المال من أصدقائه لشراء آلة صغيرة لإعادة تدوير البلاستيك. لم تكن البداية كبيرة، لكنها كانت الخطوة الأولى. ومع الوقت، بدأ حسن يشق طريقه من جديد، حيث انتقل من إنتاج 500 كيلوغرام من البلاستيك المعاد تدويره يوميًا إلى 3 أطنان بعد أن قام بتطوير آلاته.
ولكن حتى مع هذا التقدم، لا يزال حسن يواجه تحديات. فهو يحتاج إلى آلات أكبر لزيادة الإنتاج، ومن الصعب العثور على عمال مهرة في مجال إعادة التدوير. وعلى الرغم من ذلك، فهو يؤمن بإمكانيات عمله والطلب المتزايد على المواد المعاد تدويرها.
مؤخرًا، انضم حسن إلى مشروع إدارة النفايات الذي أطلقته Building Markets، حيث تم ربطه بمُصنّع سوري متخصص في إنتاج السجاد والبسط. وقد أسفرت هذه الشراكة عن دورة إنتاج فعّالة: يقوم حسن بتزويد المصنع بحبيبات البلاستيك المعاد تدويرها، والتي يتم استخدامها في صناعة السجاد والبسط. ومن ثم، يتم إرسال النفايات الناتجة عن عملية التصنيع إلى شركة حسن لإعادة تدويرها، مما يُكمل الحلقة. إنها شراكة رابحة للجميع، تُسهم في حماية البيئة عبر تحويل النفايات إلى منتجات ذات قيمة. حتى الآن، قدّم حسن 100 طن من المواد المعاد تدويرها، ويتوقع أن تستمر هذه الشراكة بشكل شهري.
يقول حسن إن هذه الشراكة لم تكن لتتحقق لولا دعم Building Markets. ويوضح: "هذا هو الدعم الذي نحتاجه. لقد ساعدتنا Building Markets في التواصل مع الآخرين في هذا المجال وتنمية أعمالنا."
إعادة التدوير ليست مجرد تقليل للنفايات، بل هي وسيلة لخلق الفرص. العمل الذي تقوم به شركة الريان يبرز أهمية هذا القطاع للشركات وللبيئة على حد سواء. مع الدعم المناسب، يمكن لشركات مثل شركة حسن أن تزدهر، محولة النفايات إلى قيمة يستفيد منها الجميع.
