رحلة فادي فاضل الملهمة في الصمود وإعادة الابتكار

رحلة فادي فاضل الملهمة في الصمود وإعادة الابتكار

ديسمبر 29, 2023 | نوار المعري


واجه فادي فائل، وهو صاحب مطعم سوري في الستينيات من عمره، العديد من التحديات كصاحب مشروع صغير، بما في ذلك الحرب والجائحة العالمية والحواجز اللغوية والزلازل وصعوبة الحصول على التمويل. لكن نهجه المدروس والمنهجي والمبتكر كقائد سمح له بالمثابرة. Building Markets فخور بدعم فادي وغيره من قادة الأعمال الصغيرة الذين يحدثون فرقاً في مجتمعاتهم. 

بدأ فادي فاعل رحلته الريادية قبل أكثر من ثلاثين عامًا، حيث أسس عيادة بصرية في سوريا بعد حصوله على درجة في البصريات من إيطاليا. ، ومع مرور الوقت، توسع العمل ليشمل تصنيع العدسات وقطرات العين. كانت الأعمال تسير على ما يرام حتى اندلعت حرب سوريا في عام 2011. تعرضت مصانعه للقصف الصاروخي و حرائق مدمرة، مما دفعه إلى اتخاذ القرار بمغادرة سوريا مع عائلته في عام 2013، بحثًا عن اللجوء في تركيا.

في مكان إقامته الجديد في غازي عنتاب، تركيا، واجه فادي تحديًا شائعًا بالنسبة للكثير من اللاجئين، وهو صعوبة معادلة الشهادات المهنية، مما اضطره إلى تغيير مجال عمله لضمان توفير متطلبات عائلته.

“في بداية عام 2014، أسست بوصلة للتدريب والتنمية في غازي عنتاب بدعم من المنتدى السوري، الذي يتخذ من إسطنبول مقراً له. ثم انتقلت للعمل كمدير تدريب في منظمة أطباء عبر القارات. في بداية عام 2017، انتقلت للعمل كمدير للموارد البشرية في جمعية سامز حتى نهاية عام 2018. عملت كمدير للموارد البشرية في منظمة “هاند إن هاند” لمدة ستة أشهر في عام 2019،” أوضح فادي. 

في بداية عام 2020، شجعه أطفاله على افتتاح مطعم ، نظراً لمهاراته في فنون الطبخ و خاصة في صنع اللازانيا وهي مهارة قد تعلمها خلال دراسته في إيطاليا. مما دفعه الى افتتاح مطعم حيث يمكن أن يزدهر شغفه بالمأكولات الإيطالية، لكن التوقيت كان صعباً . كان فادي يستعد لافتتاح مطعمه، عندما بدأت جائحة فيروس كورونا مما أجبره على تأجيل الافتتاح لمدة عشرة أشهر، وتأخير إضافي لمدة خمسة أشهر قبل أن يتمكن من العمل بكامل طاقته. 

“للأسف، لم نتمكن من الانطلاق بسبب الإغلاق العام الناتج عن انتشار فيروس كورونا. أدى ذلك إلى خسائر إضافية ونفاذ جزء كبير من الميزانية التشغيلية بسبب التزامنا بدفع قيمة الإيجار الكاملة بالإضافة إلى دفع مرتبات موظفين اثنين،” يتذكر فادي. 

بمجرد أن بدأ العمل، واجهت الشركة عقبات أخرى. أعرب بعض الزبائن الأتراك عن ترددهم في الشراء بعد معرفتهم بأن فادي سوري الجنسية، حتى أن بعضهم قام بإلغاء الطلبات عند مواجهتهم لحاجز اللغة.
 

في أكتوبر 2020، اكتشف فادي Building Markets. وقد أتاح له الانضمام إلى الشبكة التواصل مع أكثر من 2800 شركة صغيرة في تركيا، مما أتاح له فرصاً لا تقدر بثمن للتواصل مع الآخرين في قطاع الخدمات الغذائية. ومن خلال المشاركة في الندوات والفعاليات عبر الإنترنت، اكتسب رؤى مهمة ساعدته في التغلب على العقبات الشائعة لرواد الأعمال في البلد المضيف، خاصة في مجال التسويق. وقد علمه تدريبه أيضاً الأهمية الحاسمة لدراسة السوق، وفهم جمهوره المستهدف، وإنشاء آليات عمل فعالة. 

“ساعدتني ‘بيلدينغ ماركتس’ من خلال عقد العديد من ورش العمل لاكتساب مهارات التسويق الإلكتروني، والتسويق عبر الانترنت، وتحليل أسعار المنتجات. كما ساعدوني في التعرف على بعض الموردين من مصانع التعبئة والتغليف، ومصادر من شركات الأغذية التي كنت بحاجة إليها لتحضير المنتجات التي أقدمها،” قال فادي.

أدت هذه الاتصالات الهامة إلى صفقات جديدة مع موردي أجبان وشركات تعبئة وتغليف، مما ساهم في تحسين عمليات مطعمه.

بعد الزلازل المدمرة في فبراير 2023، وجد فادي نفسه في مفترق طرق صعب مرة أخرى. تم تدمير مطعمه وكل ما بناه – و كل ما تمكن من إنقاذه هو بعض المعدات. للمتابعة في العمل، قرر فادي الشراكة مع مطعم آخر. كما تقدم للحصول على منحة إعادة الإعمار 

"من خلال المنحة المقدمة من مركز العمل الخيري للكوارث و ”بيلدينغ ماركتس” بمبلغ 6,000 دولار، تمكنا من شراء فرن لازانيا جديد، و مع الأجهزة الحالية التي تمكنا من انقاذها. يعمل المطعم الان كجهد تعاوني بين المجتمعين السوري والتركي” يشرح فادي.

واليوم، لا يزال فادي يبتكر ويستكشف طرقاً جديدة لتوسيع نطاق عمله، سولو لازانيا.اليوم،. يرغب في إعادة بناء مطعمه ويفكر أيضًا في مبيعات الطعام المعدّ للأعمال التجارية، ومبيعات المستهلك المباشرة عبر تطبيقات الهواتف المحمولة، وبدء شاحنة طعام متنقلة. “بالنسبة لمشروعنا الحالي، قمنا بالتعاون مع مطعم سحابي يسمى “سون كيتشن”، حيث نقدم مجموعة متنوعة من الأطعمة، بما في ذلك اللازانيا والبيتزا والسندويشات” كما يهدف الى تبسيط عمليات الإنتاج والمبيعات، مع توفير جودة عالية وإدارة فعّالة للتكاليف. 

من أجل تحويل أفكاره إلى واقع، يسعى فادي بنشاط للحصول على تمويل من جهة تشترك معه في الشغف، وهوليس بالأمر السهل . ومع ذلك، تظل رؤيته للمستقبل مشرقة. وفي المستقبل، يتصوّر فادي استثمارًا في التقدم التكنولوجي في خدمات الطعام ويتطلع إلى زيادة الاهتمام والدعم من المؤسسات التركية للشركات السورية، لتعزيز التعاون وتوفير فرص النمو المتبادل. ولكن الأمر الأكثر إشراقًا دائمًا هو تنمية المواهب الشابة وبناء ثقافة تعاونية حيث يتاح للجميع فرصة تحديد مستقبلهم الخاص

الصفحة السابقة
الصفحة السابقة

تأملات 2023: تعظيم مرونة قادة الأعمال الصغيرة

التالي
التالي

تقرير جديد: تأثير سياسات التماسك الاجتماعي في تركيا على الاندماج الاقتصادي لأصحاب الأعمال ورواد الأعمال السوريين في تركيا