تحقيق الحلم: كيف شقّت أروى علوش طريقها لبناء شبكة دعم للنساء

تحقيق الحلم: كيف شقّت أروى علوش طريقها لبناء شبكة دعم للنساء

نوفمبر 5, 2024 |نوار معري


أروى علوش، طبيبة الأسنان السورية الأصل التي عاشت في المملكة العربية السعودية، اكتشفت شغفها الحقيقي ليس في طب الأسنان بل في تمكين المرأة وبناء مجتمعات داعمة. وانطلاقاً من تفانيها في دعم النساء في رحلتهن النفسية والتعليمية، جاءت أروى لأول مرة إلى تركيا في عام 2013 لزيارة مخيمات اللاجئين السوريين. وبعد حصولها على دبلوم في الإرشاد النفسي، قدمت جلسات حول تحقيق التوازن النفسي في أوقات الأزمات. تركت هذه التجربة أثراً كبيراً في نفسها وأشعلت رؤيتها لإنشاء مبادرة مجتمعية مستدامة.

في عام 2014، وبدعم من زوجها، اتخذت أروى قرار الانتقال إلى تركيا بشكل دائم. وقد رأت أروى نفسها نموذجاً يُحتذى به للأمهات العاملات اللاتي يسعين جاهدات لتحقيق التوازن بين الحياة الأسرية والمهنية. وبعد استقرارها في إسطنبول، هدفت أروى إلى تأسيس مشروع اجتماعي يمزج بين العمل الخيري والاكتفاء الذاتي المالي لدعم رؤيتها.

بعد عام من تقييم احتياجات المجتمع، أطلقت أروى"مركز أمان للنساء والأطفال". جمع المركز بين روضة للأطفال وشبكة مجتمعية للنساء، مع التركيز بشكل خاص على السكان السوريين والعرب في إسطنبول. كان هذا المركز من أوائل المراكز التي وفرت بيئة مهنية ورسمية لتعليم الأطفال ودعم التطور الشخصي والمهني للمرأة. وبمساعدة شريك جديد، وسّعت أروى المركز، وافتتحت في نهاية المطاف مرفقًا مخصصًا للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. أصبحت الرسالة الاجتماعية للمركز واجهة لذراعه الاستثمارية، ودعمت تسويقه وتمويله.

ومع ذلك، لم تكن رحلتها خالية من التحديات؛ ففي خضم جائحة كوفيد-19، ارتفعت تكاليف التشغيل بشكل حاد، ووجدت أروى نفسها تواجه تحديات مالية وقانونية شاقة، إذ تعقدت إجراءات الترخيص وزادت القيود التنظيمية المفروضة على رياض الأطفال. وبحلول عام 2022، وبينما أصبحت اللوائح أكثر صرامة وتناقص عدد أفراد الجالية العربية في إسطنبول، اضطرت أروى لإغلاق مركز ذوي الاحتياجات الخاصة، ثم بيع الروضة لاحقاً. من خلال هذا القرار، استطاعت أن تعيد تركيز جهودها في هدفها الاساسي لخلق مساحة اجتماعية داعمة للنساء،

واليوم، أصبح مركز أروى مجتمعاً حيوياً ونابضاً للنساء، حيث تجمع سيدات كثيرات، منهن صاحبات أعمال طموحات يسعين لتوسيع آفاقهن. بفضل شراكاتها مع مؤسسات متعددة، نجحت أروى في الحفاظ على استدامة المركز مالياً، مع توفير موارد قيّمة لأعضائه. تقول أروى: "هدفي هو بناء بيئة اجتماعية تكون فيها المرأة قادرة على تحقيق النجاح والعثور على الدعم." وتضيف، "بوصفي أم لأربعة أطفال، أدرك تماماً التحديات الخاصة التي تواجهها الأمهات العاملات في إيجاد التوازن بين مسؤولياتهن وطموحاتهن للنمو الشخصي."

كانت شراكة أروى مع Building Markets بمثابة تغيير جذري في رحلتها. فقبل انضمامها إلى شبكة Building Markets ، كانت أروى تربط النساء بمؤسسات تقدم امتيازات وعروضاً خاصة . ولكن Building Markets  قدمت لها شيئاً فريداً: جميع الخدمات كانت مجانية تماماً. بالإضافة إلى ذلك حصلت على جلسات استشارية من مرشدة - وهو جانب وجدته أروى قيماً بشكل خاص، حيث زودها برؤية ثاقبة من شخص يفهم التحديات التي تواجهها كامرأة وصاحبة عمل.

كانت الجلسات التي تلقتها تجربة محورية غيّرت مسار عملها. من خلال العمل الوثيق مع مرشدتها، تمكنت من تطوير خطة استراتيجية لزيادة دخل مركزها عبر إقامة شراكات مع مؤسسات لرعاية فعالياتها. حددوا معاً أهدافاً واضحة ووضعوا استراتيجيات تواصل للوصول إلى الجهات المحتملة لدعم أنشطتها. وقد أثمر هذا النهج عن نجاح مالي، حيث بدأت المزيد من المؤسسات في رعاية خدمات المركز وأنشطته، مما أدى إلى زيادة كبيرة في إيراداتها. كما وفرت لها Building Markets دعماً في التسويق، مما ساعدها على توسيع نطاق تأثيرها وزيادة انتشارها.

وبالنظر إلى المستقبل، تركز أروى على توسيع نطاق انتشارها، بما في ذلك توسيع نطاق خدماتها عبر الإنترنت للنساء في مختلف البلدان. نصيحتها لرائدات الأعمال الأخريات بسيطة: خذي خطواتك بهدوء وثبات، فليس المهم أن تكوني الأسرع، بل أن تصلي إلى أهدافك بثبات ونجاح... في النهاية، السلحفاة تتغلب على الأرنب."

أصبح عملنا في تركيا ممكناً بفضل هبة سخية من الولايات المتحدة الأمريكية


التالي
التالي

مراجعة ستانفورد للابتكار الاجتماعي: الشركات الصغيرة لا تزال فرصة كبيرة ضائعة في العمل الخيري التنموي