الفن يربط الحضارات: رحلة من حلب إلى اسطنبول
الفن يربط الحضارات: رحلة من حلب إلى اسطنبول
أبريل 1, 2024 | نوار معري
درست بيان الجاسم الأدب الإنجليزي في حلب ومارست شغفها بالفن من خلال دراستها في المعهد العالي للفنون الأكاديمية. مهد هذا الارتباط المبكر بالفنون الطريق لرحلة تحويلية حيث تطور حبها للفن إلى مهنة في مكان جديد.
في عام 2015، قررت بيان وزوجها مغادرة سوريا إلى تركيا، تحديدًا إلى مرسين. في البداية، عملا مع منظمة اليونيسيف كمعلمين سوريين.
وفي العام التالي، استقروا في اسطنبول وواصلوا حياتهم المهنية في التدريس. في عام 2017، أعادت بيان إحياء شغفها بالفنون اليدوية والرسم، ووجدت الاسترخاء في هذه الأنشطة وسط ضغوط الحياة.
مدفوعة برغبتها في دمج الفن بالهوية الشخصية والتعبير الثقافي، توجهت بيان إلى فن الخط العربي. حصلت أول إبداعاتها، كوبٍ، على تعليقات إيجابية عند مشاركته على صفحتها الشخصية على فيسبوك، و بدأت الطلبات من دائرتها الاجتماعية.
“تقول بيان : “لم يعد الفن مجرد هواية، بل أصبح وسيلة للتعبير عن هويتي العربية وبيان عن من أكون.
في عام 2018، حصلت بيان على دورة تدريبية عبر الإنترنت في ريادة الأعمال، إلى جانب دورات في التسويق والعلامات التجارية، بهدف تحويل هوايتها إلى مهنة. بحلول عام 2020، كان لديها 10000 متابع على فيسبوك وإنستغرام.
دفع ظهور جائحة كوفيد-19 بيان إلى إعادة تقييم أعمالها وتوسيع خط إنتاجها. قدمت الفن البغدادي المستوحى من العمارة العراقية القديمة، والذي يتميز بالزخارف المتعددة والألوان النابضة بالحياة المطبقة على الأواني الزجاجية باستخدام أدوات وموارد بسيطة.
ولاقت هذه الإضافة المبتكرة صدى لدى جمهورها المستهدف، وفي المقام الأول الجالية السورية والعربية في تركيا.
وقد أدى تسجيل منتجاتها على منصات مثل تريند يول و شيشك سيبيتي إلى تعزيز المصداقية في خطوة للوصول إلى السوق التركية.
قامت بيان بتعزيز مهاراتها من خلال دورات الفنون والرسم على الزجاج في جامعة آريل في إسطنبول. علاوة على ذلك، قامت بتدريب النساء اللاجئات على فن التنقيط في جنوب تركيا، لتمكينهن وإثراء المشهد الفني المحلي. حظيت رحلة بيان باهتمام وسائل الإعلام، بما في ذلك ظهورها البارز على منصات مثل قناة الجزيرة.
في عام 2021، سجّلت بيان شركتها "بيان للفنون" رسميًا في تركيا، وحسّنت مهاراتها وطوّرت معداتها. تزامن هذا التحول مع تراجع فرص العمل للمعلمين السوريين، مما حفز بيان على تطوير مشروعها التجاري الخاص.
باعتبارها أمًا لثلاثة أطفال، وجدت بيان أنه من الأسهل إدارة أعمالها من المنزل، حيث أنشأت ورشة عمل صغيرة. كما أنها تتعاون مع الأفراد الموهوبين للتعامل مع الطلبات وعرض المنتجات وإدارة المبيعات عبر الإنترنت.
خلال هذا الوقت، وجدت بيان الدعم والتوجيه من خلال بلدينغ ماركتس عبر المشاركة في التدريبات وورش العمل عبر الإنترنت. وكانت جلسات الإرشاد، التي أشرفت عليها المستشارة دانيا أبو صالح، مؤثرة بشكل خاص. تقول بيان: “كنت في مرحلة كنت أفكر فيها تقريبًا في إغلاق عملي بسبب متطلبات العمل والحياة كأم عاملة”. “ولكن بفضل توجيهات دانيا ودعمها، لم أستعد ثقتي فحسب، بل رأيت أيضًا زيادة كبيرة في المبيعات. وقد لعب هذا الدعم والثقة دورًا حيويًا في تحسين سلامتي النفسية، مما يظهر مدى أهمية الإرشاد في التغلب على الصعوبات والنجاح في العمل.
بالإضافة إلى ذلك، استفادت بيان من فرصة الحصول على تدريب احترافي لإدارة المشاريع من خلال بلدينغ ماركتس مما أدى إلى تعزيز مؤهلاتها في إدارة المشاريع.
لقد أصبح عملنا ممكناً بفضل الهبة السخية من الولايات المتحدة الأمريكية.