بينما نتوقف لنحيي الذكرى الرسمية للزلازل التي هزت تركيا وسوريا في 6 فبراير 2023، لا تزال قلوبنا تؤلمنا من تأثير الدمار الذي أثر على أكثر من 15 مليون شخص وأودى بحياة أكثر من 57,000 شخص. وكان بين المتأثرين مباشرة 1,400 صاحب عمل صغير وموظفيهم الذين يشكلون جزءاً من نسيج الشبكة الواسعة لبلدينغ ماركتس في تركيا. في أعقاب هذه الكارثة، واجهت هذه الشركات ليس فقط الضرر الهيكلي، ولكن التحدي الصعب لإعادة بناء الأحلام المحطمة
استجابة للمأساة، أدرك فريقنا، المرتبط بعمق بالمجتمعات التي نخدمها، الحاجة الملحة للإغاثة والدور الحيوي للشركات الصغيرة والمتوسطة باعتبارها المستجيبين الأوائل ووكلاء إعادة الإعمار. قمت، مع فريقنا، بزيارة هاتاي وغازي عنتاب وأضنة ومرسين وشانلي أورفا على الفور، وتواصلت مع الناجين من الزلزال والبلديات المحلية والغرف وشبكتنا من أصحاب الأعمال والموظفين لتقييم الوضع بدقة. وأصبح هذا التقييم الميداني حجر الزاوية لاستجابتنا الفورية والموجهة للاحتياجات المحددة
ماذا أنجزنا؟
تحديد الطرق المحددة التي يمكن للمنظمات غير الحكومية والجهات المانحة تقديم المساعدة من خلالها: أجرت منظمة بلدينغ ماركتس تقييمًا سريعًا للاحتياجات، حيث أجرت 862 مقابلة مع أصحاب الأعمال الصغيرة لتحديد الاحتياجات العاجلة المستمرة. يقدم التقرير الكامل نظرة ثاقبة للتحديات التي يواجهونها ويحدد الطرق التي يمكن للمنظمات غير الحكومية والجهات المانحة تقديم المساعدة فيها
الإغاثة الغذائية: استجابة للزلازل، أنشأت بلدينغ ماركتس مطبخًا متنقلًا في هاتاي يقدم أكثر من 142,000 وجبة ساخنة للناجين. ومن خلال الشراكة مع منظمات مثل المطبخ المركزي العالمي وجمعية المطاعم الدولية، قدمنا الإغاثة الفورية. بالإضافة إلى ذلك، ومن خلال صندوق الإغاثة في حالات الطوارئ، قمنا بتوزيع 7,500 وجبة إفطار لضحايا الزلزال النازحين خلال شهر رمضان المبارك
المساعدة النقدية: بالتعاون مع غيف دايركتلي، ساعدت بلدينغ ماركتس في تسهيل التحويلات النقدية بقيمة ₺ 9,000 ليرة تركية إلى أكثر من 1,000 أسرة، مما يسمح لهم بتلبية الاحتياجات الحيوية، مثل الحفاظ على أعمالهم، وإعادة بناء المنازل، والانتقال إلى مناطق أكثر أمانًا. في الوقت نفسه، ومن خلال الشراكة مع مركز الأعمال الخيرية للكوارث، قمنا بتنظيم تدريب لاستمرارية الأعمال لمدة 3 أيام مع أكثر من 100 من أصحاب الأعمال الصغيرة، ومساعدتهم على إعادة هيكلة خطط أعمالهم في أعقاب الزلزال، ومنح نقدية بقيمة 6000 دولار إلى 30 شركة. مما سمح لغالبية هذه الشركات باستعادة مستويات العمل قبل الزلزال وزيادة الإيرادات
مساحة عمل مشتركة: لمساعدة رواد الأعمال الذين فقدوا أماكن عملهم على العودة إلى إعادة البناء، تم تحويل مكتب بلدينغ ماركتس في غازي عنتاب إلى مساحة عمل مشتركة للشركات الصغيرة في شبكتنا. سيسمح هذا الحل المبتكر للشركات الصغيرة بمواصلة عملها على الرغم من الأضرار، ومواصلة المساهمة في الاقتصاد المحلي في مرحلة حاسمة في انتعاشها الاقتصادي
التعاون المحلي وتمكين المجتمع: بالتعاون مع الكيانات المحلية، قدمت منظمة بلدينغ ماركتس المساعدة في توزيع الملابس وتنظيم الفعاليات في المنطقة المتضررة، مع التركيز على إعطاء الأولوية للشركات التي تقودها النساء لتعزيز مرونة المجتمع. ومن خلال التعاون مع المنظمات غير الحكومية المحلية، تمكنا من التحقق من و إضافة 365 شركة جديدة مملوكة للاجئين بالاضافة لشركات محلية إلى شبكتنا منذ 6 فبراير/شباط. ولا يؤدي هذا الجهد المشترك إلى توسيع شبكتنا فحسب، بل يعزز أيضًا أساس التعافي الاقتصادي المستدام في أعقاب الزلازل
نظرة إلى الأمام
إن الحفاظ على الوظائف، ومنع عمليات الإغلاق، والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي في المناطق المتضررة من الزلزال، كان حقاً جهداً تعاونياً، وكانت الشركات الصغيرة هي أبطال القصة. وبينما نفكر في التقدم الذي أحرزناه نحو إعادة بناء ما فقدناه قبل عام واحد، فإننا فخورون بأن نكون جزءًا من دعم هذه الشركات الصامدة، ويظل التزامنا تجاه الأفراد والأسر والمجتمعات في المنطقة المتضررة ثابتًا
