كانت سما القنواتي تدير شركتها المعمارية الخاصة في مسقط رأسها في دمشق ، سوريا ،عندما انخرطت إلى جانب ذلك في العمل التطوعي لمساعدة النساء والعائلات المحتاجة ، ومساعدة النازحين على إيجاد مأوى. من خلال عملها التطوعي لمساعدة المجتمع ، التقت بزوجها محمد ، الذي شاركها شغفها بالتصميم ومساعدة الآخرين
مع تزايد عدم استقرار الأوضاع في سوريا ، تم إغلاق مكتب محمد وكان عليهم أن يختاروا. روت سما قائلة: “لقد عقدنا العزم على عدم التراجع والاستسلام بسبب الظروف ، فقررنا مغادرة سوريا والبحث عن فرص جديدة في لبنان”. على الرغم من التحديات التي واجهوها كلاجئين في لبنان ، كرست سما نفسها لدراساتها وحصلت على درجة الماجستير في الهندسة المعمارية من جامعة دمشق حيث كانت تتنقل بين دمشق وبيروت للدراسة
لكن سرعان ما اكتشف كلّ من سما ومحمد أن لبنان ليس المكان المناسب لاستئناف حياتهم المهنية. في عام 2015 ، اتخذا القرار بالانتقال إلى تركيا. “استقرينا في اسطنبول ، المدينة التي وفرت لنا العديد من الفرص كعاصمة تجارية وصناعية. إن تنوع السكان ووجود المعارف جعلنا نشعر بأننا في وطننا ، وأوجه التشابه في البيئة قللت من إحساسنا بالغربة ، ”قالت سما
كنا نعلم أن تأسيس شركة سورية ناجحة في تركيا يتطلب دراسة السوق ، وتحليل الفرص كي نحدد مكانتنا. وبفضل معرفتنا وخبرتنا ، حددنا سوقًا واعدًا وأنشأنا بشكل قانوني شركتنا ، مور ديزاين ، في نهاية عام .2015
تقدم شركة مورديزاين خدمات التصميم المعماري وتصميم الأثاث و الديكور الخشبي
إن بدء عمل تجاري في بلد جديد يمثل تحديًا ، لكننا صممنا على إنجاحه. كنا نعلم أننا نمتلك المهارات والخبرة. نحن فقط بحاجة إلى الفرصة المناسبة
في منزلهم ومستقرهم الجديد في تركيا ، وجدت سما الدعم الذي احتاجته لتنمية أعمالها من خلال بلدينغ ماركتس.حيث تعلمت العديد من المهارات الجديدة منذ أن بدأت في حضور الورشات التدريبية للأعمال والدورات التدريبية وبفضل ذلك ، تعلمت كيفية التعافي بعد الانتكاسات المالية ، مثل ما واجهته خلال كوفيد -19. على الرغم من التحديات الهائلة ، ساعدت النصائح التي قدمتها بلدينغ ماركتس على التكيف أكثر مع السوق المحلية في ذروة الوباء ، ثم تحولت لاحقًا إلى تصدير المنتجات إلى قطر والولايات المتحدة. “لقد أصبحت هذه الفرصة ممكنة من خلال جلسات التوجيه التي أجريناها مع بلدينغ ماركت . ساعدتنا هذه الجلسات في التغلب على “تحديات التجارة الدولية واكتشاف سبل جديدة للنمو
“قبل بلدينغ ماركتس، كانت شركتنا مسجلة، ولكننا واجهنا صعوبة في تحقيق نجاح في السوق. كان الأمر يشبه إطار منزل، لكنه كان غير مكتمل. و بعد المشاركة في هذه الجلسات، تمكنا من إنشاء وتجهيز منزلنا بشكل كامل، بالمعنى المجاز”، أوضحت سما
سما وجدت أنه عندما تم منحهم الفرصة للتعلم والنمو، فإن النصائح والمهارات التي حصلوا عليها ساعدتهم في مواصلة بناء العلاقات والسمعة الطيبة التي اشتهروا بها، ولكن على نطاق أوسع. العمل يستغرق وقتًا. على مر السنين، تفخر سما بما حققوه ومتحمسة لما سيحققونه في المستقبل. “على الرغم من أن المشاريع كانت صغيرة في البداية، إلا أننا كنا نعلم أن هناك فرصًا أكثر تنتظرنا. بدأنا بمنشارو بمعدات بسيطة التي جلبناها معنا من بيروت”، تتذكر قائلة “ولكن مع تنامي سمعتنا، نمت أعمالنا أيضًا”
مع توسع قاعدة عملائهم في اسطنبول، قامت شركة مور ديزاين بتوسيع عروضها لتشمل الديكورات المكتبية والمنزلية، بالإضافة إلى الأثاث المتعدد الاستخدامات الذكي. مع مرور الأيام، لاحظوا زيادة الطلب على منتجاتهم. أدركوا أنه من أجل مواكبة هذا الطلب المتزايد، سيحتاجون إلى بدء تصنيع منتجاتهم الخاصة. مر عامان منذ أن بدأوا في استغلال شهور الشتاء للحصول على منتجات جاهزة للبيع بحلول موسم الذروة. الآن لديهم ورشة عمل مخصصة للأعمال الخشبية والحديدية، بالإضافة إلى مساحة منفصلة للرسم. وتتطلع سما إلى المستقبل، حيث تعمل حاليًا على إنشاء صالة عرض حيث يمكن للعملاء تجربة منتجاتها قبل الشراء
تشعر سما أن بلدينغ ماركتس قد لعبت دورًا محوريًا في نمو أعمالها ونجاحها.” لم تساعدنا مواردهم ودعمهم في إحراز تقدم كبير فحسب ، بل مكننا أيضًا من خلق فرص عمل جديدة. من خلال جلسات التوجيه والتدريب والندوات عبر الإنترنت ، تم تجهيزنا بموارد وإرشادات قيّمة ، “كما تقول.
كانت إحدى المزايا الرئيسية للإرشاد هي التواصل المباشر. يمكننا طلب إرشادات الخبراء كلما واجهنا أسئلة أو احتجنا إلى المساعدة. وقد زودنا ذلك بشعور من الطمأنينة والدعم ، مما مكننا من اتخاذ قرارات مستنيرة دفعت أعمالنا إلى الأمام
