رحلة هشام الريادية من سوريا إلى تركيا ونموذج العمل الشامل لمحل حلويات زنباركي
رحلة هشام الريادية من سوريا إلى تركيا ونموذج العمل الشامل لمحل حلويات زنباركي
ديسمبر 13, 2023 | سيدانور ألباش
تكللت رحلة هشام من سوريا إلى تركيا في عام 2018 بتأسيس محل حلويات شرقية في غازي عنتاب بعد ستة أشهر فقط. وعلى الرغم من خلفيته في مجال الهندسة الإلكترونية، واجه هشام تحديات في ممارسة عمله في مجاله، تتعلق في المقام الأول بالاعتراف بشهاداته.
وبناءً على ذلك، وجّه روح المبادرة نحو صناعة الحلويات، فأسس مشروعاً ناجحاً هو حلويات زنباراكجي.
في عام 2020، وسّع هشام مشاريعه بافتتاح مطعم في غازي عنتاب. ولحاجته إلى موظفين، تواصل مع شاب من مجتمعه السوري كان قد فقد ذراعه اليمنى في زمن الحرب. وإدراكاً منه للقدرات الكامنة في الشاب، عرض عليه هشام فرصة العمل كمحاسب في المطعم. لم يتفوق هذا الشاب في هذا الدور فحسب، بل أظهر تفانيه في العمل أثناء تسليم الطلبيات.
وبعد انتهاء جائحة كورونا، انفصل هشام بشكل ودي عن شريكه في المطعم، بينما يواصل الشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة مساهماته القيمة هناك.
وانطلاقاً من خبرته كصاحب عمل للأشخاص ذوي الإعاقة، يشدد هشام على أهمية جهود إعادة تأهيل الأفراد المتضررين من الإعاقات المرتبطة بالحروب. ويدعو إلى الدعم المجتمعي، مؤكداً على القيمة التي يجلبها هؤلاء الأفراد إلى القوى العاملة.
ويرى هشام دورًا مهمًا لمنظمات المجتمع المدني والهيئات الحكومية في تحفيز الشركات على إعطاء الأولوية لتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة.
يقول: "يمكن أن يأتي التشجيع في شكل دعم مالي، مثل الرواتب أو التأمين الاجتماعي والصحي، مما يسهل اندماجهم في سوق العمل الرسمي."
وفي معرض حديثه عن التحديات الاقتصادية في تركيا والمنطقة، يشير هشام إلى أن "هناك اتجاه من الشركات، وخاصة الصغيرة منها، إلى تقليص حجمها بسبب التضخم الاقتصادي. وعلى الرغم من هذه الظروف، من الضروري الحفاظ على التركيز على خلق الفرص للأشخاص ذوي الإعاقة."
ولجذب انتباه المستهلكين، يوصي هشام بعدم الاكتفاء بالتركيز على المنتجات أو الخدمات فحسب، بل تسليط الضوء أيضاً على الأفراد الذين يقفون وراء هذه المشاريع من ذوي الإعاقة. فمن خلال مشاركة قصص رواد الأعمال هؤلاء والصفات الفريدة التي يجلبونها إلى أعمالهم، يعتقد هشام أن ذلك يخلق علاقة شخصية مع المستهلكين. ويقترح هشام أن هذا التواصل يعزز الشعور بالدعم ويشجع المستهلكين على إعطاء الأولوية واختيار المنتجات أو الخدمات التي تقدمها الشركات التي يديرها أو يوظفها أفراد من ذوي الإعاقة. وبذلك، يتصور هشام تحولاً قوياً في سلوك المستهلكين يعزز الشمولية ويدعم الاندماج الاقتصادي للأشخاص ذوي الإعاقة.
وتأكيداً على بساطة التعديلات في مكان العمل وفعاليتها من حيث التكلفة من أجل تسهيل الوصول، يدعو هشام الشركات إلى اتخاذ مثل هذه التدابير. وهو يعتبر هذه التعديلات استثمارات جديرة بالاهتمام، نظراً للمساهمات القيّمة التي يمكن أن يقدمها الأفراد ذوي الإعاقة في مكان العمل.